التمييز
تعريفه
اسم نكرة فضلة جامد بمعنى " من " يذكر لبيان ما قبله من اسم أو جملة ، أو ما يعرف " بالذات أو النسبة "
مثال ما يبين الاسم " الذات " : اشتريت إردبا قمحاً ، وعندي خمسة عشر كتابا
135 ـ ومنه قوله تعالى : { تمتعوا في داركم ثلاثة أيام }1
ومثال ما يبين الجملة " النسبة " : محمد أكبر مني سناً ، وطاب الفائز نفساً
136 ـ ومنه قوله تعالى : { وكانوا أشد منهم قوةً }2
" فقمحا ، وكتابا ، وأيام ، وسنا ، ونفسا ، وقوة " كل منها جاء تمييزا ، أزال غموض الاسم الذي سبقه ، وبين المراد منه
ويسمى الاسم الذي ورد لبيان ما قبله وأزال غموضه ، تمييزا ، أو مميِّزا ، أو تفسيرا أو مفسِّرا ، ويسمى الاسم الذي زال غموضه ، مميَّزا ، أو مفسَّرا
أنواعه
ينقسم التمييز عامة إلى قسمين : 1 ـ تمييز نسبة .2 ـ تمييز ذات *
أولا ـ تمييز نسبة ، أو جملة ، ويسمى ملحوظا :
وهو الاسم الذي يذكر لبيان الجملة المبهمة ، أو ما يعرف بالنسبة ،
نحو : فاض الكوب ماءً ، وزرعنا الأرض ذرةً .
وينقسم تمييز النسبة " الملحوظ " إلى قسمين *
* تمييز ملحوظ منقول أو محوَّل : وهو كل تمييز ملحوظ جاء منقولا عن الآتي -
ـــــــــــــ
1 ـ 65 هود . 2 ـ 44 فاطر .
1 ـ الفاعل ، نحو : طاب الرجل نفساً
137 ـ ومنه قوله تعالى { واشتعل الرأس شيباً }1
وقوله تعالى : { فإن طبن لكم عن شيء منه نفساً }2
تقدير الكلام في الأمثلة السابقة : طابت نفس الرجل ، وقس عليه
2 ـ المفعول به ، نحو : رفعت الطالب منزلهً ، وجنينا الأرض قطناً
138 ـ ومنه قوله تعالى { وفجرنا الأرض عيوناً }3
والتقدير : رفعتُ منزلةَ الطالب ، وقس عليه
3 ـ المبتدأ ، نحو : أخوك أحسن منك خلقاً ، ومحمد أغزر منك علماً
139 ـ ومنه قوله تعالى { الله أسرع مكراً }4
والتقدير : خلق أخوك أحسن من خلقك ، وقس عليه
حكم هذا النوع من التمييز : واجب النصب -
* تمييز ملحوظ غير منقول أو محول : أي أنه غير منقول عن فاعل ، أو مفعول
أو مبتدأ ، بل هو كلمة جديدة تضاف إلى الجملة لكشف جهة غامضة في نسبة التعجب إلى المتعجب منه ، نحو : لله دره فارساً ، أو لله دره من فارس
ونحو : أكْرِم بمحمد عالماً ، وأكرم بمحمد من عالم -
ونحو : وحسبك به ناصراً ، وحسبك به من ناصر -
ونحو : وعظمت بطلاً ، وعظمت من بطل -
وهذا النوع من التمييز يجوز فيه النصب ، والجر كما هو واضح من الأمثلة
السابقة ، ومرد جواز النصب أو الجر ليزول اللبس فيه بين التمييز والحال ، فدخول " من " في مثل قولهم " لله دره من فارس " ، خلص الكلمة للتمييز ، وأبعدها عن شبهة الحال ، فإذا قلنا : أكرم به فارسا ، جاز في كلمة " فارس " النصب على التمييز ، أو الحال
ـــــــــــــــــ
1 ـ 4 مريم . 2 ـ 4 النساء . 3 ـ 12 القمر . 4 ـ 21 يونس
140 ـ ومنه قوله تعالى : { ثم يخرجكم طفلاً }1
فقد أعرب بعض النحاة" طفلا " حالا ، وحسنوا ذلك ، وعليه قال ابن السراج : إن التمييز إذا لم يسم عددا معلوما : كالعشرين والثلاثين جاز تبيينه بالواحد للدلالة على الجنس ، وبالجمع إذا وقع الإلباس (2)
العامل في التمييز الملحوظ -
هناك رأيان في نوع العامل في التمييز الملحوظ -
* الرأي الأول وهو الأرجح يرى أن العامل فيه هو نفس العامل الذي تضمنته الجملة
* والرأي الثاني يقول : إن العامل فيه هو الجملة نفسها
ثانيا ـ تمييز ذات أو مفرد ، ويسمى التمييز الملفوظ
وهو الاسم النكرة الذي يذكر لبيان اسم قبله ، وينقسم إلى أربعة أنواع :
1 ـ تمييز العدد ، نحو : اشتريت خمس كراسات ، وعندي خمسة عشر كتاباً
141 ـ ومنه قوله تعالى : { إني رأيت أحد عشر كوكباً }3
2 ـ تمييز المقادير ، وينقسم إلى ثلاثة أنواع
* تمييز وزن ، نحو : أعارني جاري رطلا زيتاً ، واشتريت كيلا عنباً
* كيل ، نحو : بعت صاعا قمحاً ، وعندي أردب ذرةً
* مساحة ، نحو : أملك فدانا أرضاً ، وابتعت مترا صوفاً
3 ـ التمييز الواقع بعد شبه تلك المقادير ، نحو : عندي وعاء سمناً
وما في السماء موضع راحة سحاباً
ــــــــــــــــــــــــ
1 ـ 5 الحج
2 ـ الأصول في النحو ، لابن السراج ، ج1 ص 227
3 ـ 4 يوسف
142 ـ ومنه قوله تعالى : { ومن يعمل مثقال ذرة خيرا يره }1
يلاحظ من الأمثلة السابقة أن كلمة " وعاء " ليست مما يكال به ، وإنما هو شبيه بالكيل ، ومثله كلمة " راحة " فليست من المساحة في شيء ، ولكنها تشبهها ، وقس عليه
4 ـ ما كان فرعا للتمييز ، وهو كل اسم تفرع عن الأصل ، نحو : أملك خاتما فضةً ، ولبيتنا باب حديداً ، وهذا النوع من التمييز يجوز فيه الجر أيضا ، فنقول : أملك خاتم فضة ، أو من فضة ، ولبيتنا باب حديد ، أو باب من حديد
العامل في التمييز الملفوظ هو المميز بلا خلاف
فوائد وتنبيهات
1 ـ يراعى في الاسم الواقع بعد اسم التفضيل وجوب النصب على التمييز ، إن لم يكن من جنس ما قبله ، لكونه فاعلا في المعنى ، نحو : محمد أسمى خلقاً ، وعلي
أكبر قدراً ، فالتمييز " خلقا ، وقدرا " في المثالين السابقين ونظائرها ، يصلح جعله فاعلا في المعنى بعد تحويل اسم التفضيل فعلا ، والتقدير : محمد سمى خلقه ، وعلي كبر قدره
فإن كان التمييز من جنس ما قبله أو بعضا من جنس ما قبله ، أي لم يكن فاعلا في المعنى ، بحيث يصح وضع لفظ " بعض " مكانه ، وجب جره بالإضافة إلى أفعل ، نحو : أنت أكرم جارٍ ، وأخي أفضل معلمٍ ، فيصح أن نقول : أنت بعض الجيران ، أخي لا يجوز تقديم التمييز على عامله المميَّز إن كان ذاتا ، فلا يجوز في قولهم : عشرون درهماً ، أن نقول : درهما عشرون ، ولا في مثل قولهم : رطل عسلا ، أن نقول : عسلا رطل
ــــــــــــــــ
1 ـ 8 الزلزلة
ولا يجوز تقديمه على عامله إن كان فعلا جامدا ، نحو : ما أكرمه رجلا ! فلا يجوز أن نقول : رجلا ما أكرمه ، ونحو : نعم محمد صديقا ، فلا نقول : صديقا نعم محمد ، ولكن يجوز توسطه بين العامل ومرفوعه إذا كان العامل فعلا متصرفا ، نحو : طاب نفساً محمد ، وعظم خلقاً خليل
بل وجوز بعض النحاة تقديمه على عامله إذا كان فعلا متصرفا {1}
نحو : نفسا طاب محمد ، وشيبا اشتعل الرأس
82 ـ ومنه قول الشاعر المخبل السعدي ، وقيل لغيره
أتهجر ليلى بالفراق حبيبها ؟ وما كان نفسا بالفراق تطيب
3 ـ الأصل في التمييز أن يكون جامدا ، ويجوز فيه أن يأتي مشتقا ، وذلك إذا كان
وصفا ناب عن موصوفه ، نحو : لله درك عالماً ، ولله دره فارساً ، وأصل الكلام : لله درك رجلا
عالما ، ولله دره رجلا فارسا
4 ـ الأصل في التمييز أن يكون نكرة ، ويجوز فيه أن يأتي معرفة لفظا ، ولكنه يؤول بمعنى
النكرة ، نحو : طبت النفس ، والتقدير : طبت نفسا
143 ـ ومنه قوله تعالى : { إلا من سفه نفسه }2
وقوله تعالى : { وكم أهلكنا من قرية بطرت معيشتها }3
83 ـ ومنه قول الشاعر رشيد بن شهاب اليشكري
رأيتك لما أن عــرفت وجـوهنا صددت وطبت النفس يا قيس عن عمرو
5 ـ قد يأتي التمييز للتأكيد ، لا لإزالة الإبهام ، نحو : أملك من المجلدات خمسين
مجلدا ، ومنه قوله تعالى { إن عدة الشهور عند الله اثنا عشر شهرا }4
ــــــــــــــــــــــ
1 ـ أجازه الكسائي والمازني والمبرد ، ومنعه سيبويه ، وأكثر النحاة
2 ـ 130 البقرة . 3 ـ 58 القصص
4 ـ 58 القصص
" فمجلدا ، وشهرا " كل منها جاء تمييزا الغرض منه التوكيد ، وليس إزالة الإبهام ،
84 ـ ومنه قول الشاعر
والتغلبيون بئس الفحل فحلهُمُ فحلا ، وأمهُمُ زلاّء منطيق
5 ـ لا يكون التمييز إلاّ اسما صريحا ، ولا يجيء جملة ، ولا شبه جملة
6 ـ لا يجوز تعدد التمييز ، فلا يصح أن نقول : عندي رطل خلا زيتا
7 ـ في مثل قولهم : امتلأ الأناء ماء ، " فماء " تمييز ، وهو مميز للشيء الذي ملأ الإناء . ومثله قولهم : يالك رجلا ! ويالها مدينة
تمييز العدد
ينقسم تمييز العدد إلى قسمين
1 ـ تمييز العدد الصريح . 2 ـ تمييز كنايات العدد
تمييز العدد الصريح هو ما جاء ليصف اسما قبله بلفظه الصريح *
نحو : اشتريت خمسة كتبٍ
تعريفه
اسم نكرة فضلة جامد بمعنى " من " يذكر لبيان ما قبله من اسم أو جملة ، أو ما يعرف " بالذات أو النسبة "
مثال ما يبين الاسم " الذات " : اشتريت إردبا قمحاً ، وعندي خمسة عشر كتابا
135 ـ ومنه قوله تعالى : { تمتعوا في داركم ثلاثة أيام }1
ومثال ما يبين الجملة " النسبة " : محمد أكبر مني سناً ، وطاب الفائز نفساً
136 ـ ومنه قوله تعالى : { وكانوا أشد منهم قوةً }2
" فقمحا ، وكتابا ، وأيام ، وسنا ، ونفسا ، وقوة " كل منها جاء تمييزا ، أزال غموض الاسم الذي سبقه ، وبين المراد منه
ويسمى الاسم الذي ورد لبيان ما قبله وأزال غموضه ، تمييزا ، أو مميِّزا ، أو تفسيرا أو مفسِّرا ، ويسمى الاسم الذي زال غموضه ، مميَّزا ، أو مفسَّرا
أنواعه
ينقسم التمييز عامة إلى قسمين : 1 ـ تمييز نسبة .2 ـ تمييز ذات *
أولا ـ تمييز نسبة ، أو جملة ، ويسمى ملحوظا :
وهو الاسم الذي يذكر لبيان الجملة المبهمة ، أو ما يعرف بالنسبة ،
نحو : فاض الكوب ماءً ، وزرعنا الأرض ذرةً .
وينقسم تمييز النسبة " الملحوظ " إلى قسمين *
* تمييز ملحوظ منقول أو محوَّل : وهو كل تمييز ملحوظ جاء منقولا عن الآتي -
ـــــــــــــ
1 ـ 65 هود . 2 ـ 44 فاطر .
1 ـ الفاعل ، نحو : طاب الرجل نفساً
137 ـ ومنه قوله تعالى { واشتعل الرأس شيباً }1
وقوله تعالى : { فإن طبن لكم عن شيء منه نفساً }2
تقدير الكلام في الأمثلة السابقة : طابت نفس الرجل ، وقس عليه
2 ـ المفعول به ، نحو : رفعت الطالب منزلهً ، وجنينا الأرض قطناً
138 ـ ومنه قوله تعالى { وفجرنا الأرض عيوناً }3
والتقدير : رفعتُ منزلةَ الطالب ، وقس عليه
3 ـ المبتدأ ، نحو : أخوك أحسن منك خلقاً ، ومحمد أغزر منك علماً
139 ـ ومنه قوله تعالى { الله أسرع مكراً }4
والتقدير : خلق أخوك أحسن من خلقك ، وقس عليه
حكم هذا النوع من التمييز : واجب النصب -
* تمييز ملحوظ غير منقول أو محول : أي أنه غير منقول عن فاعل ، أو مفعول
أو مبتدأ ، بل هو كلمة جديدة تضاف إلى الجملة لكشف جهة غامضة في نسبة التعجب إلى المتعجب منه ، نحو : لله دره فارساً ، أو لله دره من فارس
ونحو : أكْرِم بمحمد عالماً ، وأكرم بمحمد من عالم -
ونحو : وحسبك به ناصراً ، وحسبك به من ناصر -
ونحو : وعظمت بطلاً ، وعظمت من بطل -
وهذا النوع من التمييز يجوز فيه النصب ، والجر كما هو واضح من الأمثلة
السابقة ، ومرد جواز النصب أو الجر ليزول اللبس فيه بين التمييز والحال ، فدخول " من " في مثل قولهم " لله دره من فارس " ، خلص الكلمة للتمييز ، وأبعدها عن شبهة الحال ، فإذا قلنا : أكرم به فارسا ، جاز في كلمة " فارس " النصب على التمييز ، أو الحال
ـــــــــــــــــ
1 ـ 4 مريم . 2 ـ 4 النساء . 3 ـ 12 القمر . 4 ـ 21 يونس
140 ـ ومنه قوله تعالى : { ثم يخرجكم طفلاً }1
فقد أعرب بعض النحاة" طفلا " حالا ، وحسنوا ذلك ، وعليه قال ابن السراج : إن التمييز إذا لم يسم عددا معلوما : كالعشرين والثلاثين جاز تبيينه بالواحد للدلالة على الجنس ، وبالجمع إذا وقع الإلباس (2)
العامل في التمييز الملحوظ -
هناك رأيان في نوع العامل في التمييز الملحوظ -
* الرأي الأول وهو الأرجح يرى أن العامل فيه هو نفس العامل الذي تضمنته الجملة
* والرأي الثاني يقول : إن العامل فيه هو الجملة نفسها
ثانيا ـ تمييز ذات أو مفرد ، ويسمى التمييز الملفوظ
وهو الاسم النكرة الذي يذكر لبيان اسم قبله ، وينقسم إلى أربعة أنواع :
1 ـ تمييز العدد ، نحو : اشتريت خمس كراسات ، وعندي خمسة عشر كتاباً
141 ـ ومنه قوله تعالى : { إني رأيت أحد عشر كوكباً }3
2 ـ تمييز المقادير ، وينقسم إلى ثلاثة أنواع
* تمييز وزن ، نحو : أعارني جاري رطلا زيتاً ، واشتريت كيلا عنباً
* كيل ، نحو : بعت صاعا قمحاً ، وعندي أردب ذرةً
* مساحة ، نحو : أملك فدانا أرضاً ، وابتعت مترا صوفاً
3 ـ التمييز الواقع بعد شبه تلك المقادير ، نحو : عندي وعاء سمناً
وما في السماء موضع راحة سحاباً
ــــــــــــــــــــــــ
1 ـ 5 الحج
2 ـ الأصول في النحو ، لابن السراج ، ج1 ص 227
3 ـ 4 يوسف
142 ـ ومنه قوله تعالى : { ومن يعمل مثقال ذرة خيرا يره }1
يلاحظ من الأمثلة السابقة أن كلمة " وعاء " ليست مما يكال به ، وإنما هو شبيه بالكيل ، ومثله كلمة " راحة " فليست من المساحة في شيء ، ولكنها تشبهها ، وقس عليه
4 ـ ما كان فرعا للتمييز ، وهو كل اسم تفرع عن الأصل ، نحو : أملك خاتما فضةً ، ولبيتنا باب حديداً ، وهذا النوع من التمييز يجوز فيه الجر أيضا ، فنقول : أملك خاتم فضة ، أو من فضة ، ولبيتنا باب حديد ، أو باب من حديد
العامل في التمييز الملفوظ هو المميز بلا خلاف
فوائد وتنبيهات
1 ـ يراعى في الاسم الواقع بعد اسم التفضيل وجوب النصب على التمييز ، إن لم يكن من جنس ما قبله ، لكونه فاعلا في المعنى ، نحو : محمد أسمى خلقاً ، وعلي
أكبر قدراً ، فالتمييز " خلقا ، وقدرا " في المثالين السابقين ونظائرها ، يصلح جعله فاعلا في المعنى بعد تحويل اسم التفضيل فعلا ، والتقدير : محمد سمى خلقه ، وعلي كبر قدره
فإن كان التمييز من جنس ما قبله أو بعضا من جنس ما قبله ، أي لم يكن فاعلا في المعنى ، بحيث يصح وضع لفظ " بعض " مكانه ، وجب جره بالإضافة إلى أفعل ، نحو : أنت أكرم جارٍ ، وأخي أفضل معلمٍ ، فيصح أن نقول : أنت بعض الجيران ، أخي لا يجوز تقديم التمييز على عامله المميَّز إن كان ذاتا ، فلا يجوز في قولهم : عشرون درهماً ، أن نقول : درهما عشرون ، ولا في مثل قولهم : رطل عسلا ، أن نقول : عسلا رطل
ــــــــــــــــ
1 ـ 8 الزلزلة
ولا يجوز تقديمه على عامله إن كان فعلا جامدا ، نحو : ما أكرمه رجلا ! فلا يجوز أن نقول : رجلا ما أكرمه ، ونحو : نعم محمد صديقا ، فلا نقول : صديقا نعم محمد ، ولكن يجوز توسطه بين العامل ومرفوعه إذا كان العامل فعلا متصرفا ، نحو : طاب نفساً محمد ، وعظم خلقاً خليل
بل وجوز بعض النحاة تقديمه على عامله إذا كان فعلا متصرفا {1}
نحو : نفسا طاب محمد ، وشيبا اشتعل الرأس
82 ـ ومنه قول الشاعر المخبل السعدي ، وقيل لغيره
أتهجر ليلى بالفراق حبيبها ؟ وما كان نفسا بالفراق تطيب
3 ـ الأصل في التمييز أن يكون جامدا ، ويجوز فيه أن يأتي مشتقا ، وذلك إذا كان
وصفا ناب عن موصوفه ، نحو : لله درك عالماً ، ولله دره فارساً ، وأصل الكلام : لله درك رجلا
عالما ، ولله دره رجلا فارسا
4 ـ الأصل في التمييز أن يكون نكرة ، ويجوز فيه أن يأتي معرفة لفظا ، ولكنه يؤول بمعنى
النكرة ، نحو : طبت النفس ، والتقدير : طبت نفسا
143 ـ ومنه قوله تعالى : { إلا من سفه نفسه }2
وقوله تعالى : { وكم أهلكنا من قرية بطرت معيشتها }3
83 ـ ومنه قول الشاعر رشيد بن شهاب اليشكري
رأيتك لما أن عــرفت وجـوهنا صددت وطبت النفس يا قيس عن عمرو
5 ـ قد يأتي التمييز للتأكيد ، لا لإزالة الإبهام ، نحو : أملك من المجلدات خمسين
مجلدا ، ومنه قوله تعالى { إن عدة الشهور عند الله اثنا عشر شهرا }4
ــــــــــــــــــــــ
1 ـ أجازه الكسائي والمازني والمبرد ، ومنعه سيبويه ، وأكثر النحاة
2 ـ 130 البقرة . 3 ـ 58 القصص
4 ـ 58 القصص
" فمجلدا ، وشهرا " كل منها جاء تمييزا الغرض منه التوكيد ، وليس إزالة الإبهام ،
84 ـ ومنه قول الشاعر
والتغلبيون بئس الفحل فحلهُمُ فحلا ، وأمهُمُ زلاّء منطيق
5 ـ لا يكون التمييز إلاّ اسما صريحا ، ولا يجيء جملة ، ولا شبه جملة
6 ـ لا يجوز تعدد التمييز ، فلا يصح أن نقول : عندي رطل خلا زيتا
7 ـ في مثل قولهم : امتلأ الأناء ماء ، " فماء " تمييز ، وهو مميز للشيء الذي ملأ الإناء . ومثله قولهم : يالك رجلا ! ويالها مدينة
تمييز العدد
ينقسم تمييز العدد إلى قسمين
1 ـ تمييز العدد الصريح . 2 ـ تمييز كنايات العدد
تمييز العدد الصريح هو ما جاء ليصف اسما قبله بلفظه الصريح *
نحو : اشتريت خمسة كتبٍ
أما تمييز كنايات العدد ، هو ما جاء للتعبير عن شيء معين بلفظ غير صريح للدلالة عليه ، ومن ألفاظ كنايات العدد : " كم " الاستفهامية ، والخبرية ، و كأيٍّ أو كأين ، وكذا ، وكيت ، وذيت ، وبضع ، ونيف
-